انطالق مهرجان الشبيبة السادس والثالثين – السفير تشوليكات: مديوغوريه هي بداية رحلةمتجدّدة

date: 06.08.2025.

توافد عشرات اآلالف من الحجاج من 71 دولة إلى لقاء صالة الشباب العالمي السادس والثالثين - مهرجان الشبيبة، الذي انطلق في مديوغوريه يوم اإلثنين 4 آب .

في مستهل مهرجان الشبيبة، رحب المضيف، كاهن رعية مديوغوريه، األب زﭬونيمير باﭬتشيتش، بجميع الحاضرين. كما رحب بالسفير البابوي في البوسنة والهرسك، رئيس األساقفة فرنسيس أسيزي تشوليكات، الذي ترأس القداس اإللهي في أول أمسية من مهرجان الشبيبة. وقبل القداس، تال الزائر الرسولي، ذو الدور الخاص لرعية مديوغوريه، رئيس األساقفة ألدو كاﭬالي، رسالة البابا الون الرابع عشر، التي وجهها إلى جميع المشاركين في مهرجان الشبيبة لهذا العام.

وفي رسالته إلى الشباب، وجه لهم األب األقدس تحية الرب القائم من الموت: "السالم معكم!"، مشيرا كذلك

إلى شعار مهرجان الشبيبة: "إلى بيتِ الربِ ننطلق" )مز .)1 :122

"هذه اآلية تحدثنا عن الرحلة، عن الرغبةِ التي تدفع نا نحو هللا، نحو مكانِ إقامتِه، حيث يمكننا أن نكونَ حقا في بيتِنا، ألن َّحبه ينتظرنا. كيف لنا أن نسيرَ نحو بيتِ الرب دون أن نسلكَ الطريقَ الخطأ؟ قال لنا يسوع: "أنا الطريق" )يوحنا :)6 :14 هو بنفسِِه يرافقنا، ويهدينا، ويقوينا في رحلتِنا"، قال البابا الون الرابع عشر، مؤك دا أن "اللغة أو الثقافة ليستا عائقا أمام اللقاء"، مشجعا الشباب الذين قدموا إلى مديوغوريه من أمم مختلفة.

"هناك لغة أقوى من أي عائق، وهي لغة اإليمان، التي تغذيها محبة هللا. أنتم أعضاء جسدِه، أي الكنيسة: التقوا بعضكم البعض، وتعرفوا بعضكم على بعض، وتشارَكوا تجاربَكم. بهذه الطريقة فقط، بالسير معا، ودعمِ بعضِنا البعض، وإنارة دربِ بعضِنا البعض، سنبلغ بيتَ الرب"، قال قداسة البابا. وبما أن العديد من المشاركين في مهرجان الشبيبة شعروا بدعوة روحية وقبلوها، فقد دعاهم إلى مواصلة ذلك هذا العام، كذلك.

"إذا شعر أحدكم، خالل حج حياته هذا، بدعوة خاصة إلى الحياة المكرسة أو الكهنوت، فإني أحثُّكم على عدمِ

ِالتردد في االستجابة. هذه الدعوة، التي تشعرون بتردُِّد صداها في داخلكم، تأتي من هللا، وتخاطب قلوبنا. أصغوا إليها بثقة: إن كلمةَ الرب في الواقع، ال تجعلنا أحرارا وسعداء بالحقيقة فحسب، بل تنجزنا حقيقة أيضا كبشر وكمسيحيين،" قال األب األقدس، الذي أوكل الشباب إلى العذراء مريم الطوباوية "لتشجَعهم وترشدَهم على درب الحياة، حتى يصبحوا بشراءَ سالم ورجاء"، ومنحهم بركته الرسولية، وقال إنه يرافقهم بصلواته.

 

شارك الزائر الرسولي ذو الدور الخاص في رعية مديوغوريه، رئيس األساقفة ألدو كاﭬالي، وأسقف أبرشية ألساندريا ديال باجليا في إيطاليا، غيدو غاليسي، وكاهن رعية مديوغوريه، األب زﭬونيمير باﭬيتشيتش، و534 كاهنا آخرون، في القداس اإللهي الذي احتفل به رئيس األساقفة تشوليكات.

بعد تحية كاهن الرعية األب زﭬونيمير، ورئيس األساقفة كاﭬالي، رحب السفير البابوي أيضا بالشباب، واصفا إياهم بـ"وجه الرجاء."

"لقد وصلنا معا إلى هذا المكان المبارك، ٌّكل منا يحمل أسئلته وأحالمه، وجراحه ورغباته. نحن حجاج نور، نبحث عن وطن ال يخيب، وعن حب ال يزول. ها نحن إذن، مجتمعون حول مائدة الرب، حيث تالمس السماء

األرض، ويجد القلب السالم. فلندخلْ في هذا السر بصمت ودهشة، سامحينَ للروح القدس أن يقودنَا إلى مصدر

ِالفرح الحقيقي: المسيح الحي بيننا"، كما قال السفير البابوي في البوسنة والهرسك.

في إشارة إلى شعار مهرجان الشبيبة لهذا العام، "هلموا إلى بيت الرب!" )مزمور )1 :122، تحدث السفير البابوي تشوليكات إلى الشباب عن البحث عن بيت الرب والطريق إليه، وأن مريم كانت أوَل بيت لكلمة هللا، وأننا نحن أيضا، "بفضل المعمودية، أصبحنا مساكن حية ل."

"حينئذ يصبح القلب هيكال، والنفس مقدِسا. وعندها أبواب السماء، بيت الرب، تنفتح. فلندع الروحَ القدس

يحولنا إلى هيكل مقدس، إلى حضور حي وفعال لل بين البشر"، هذا ما قاله رئيس األساقفة تشوليكات، شارحا أنَ "من يصبح مسكنا لل، مثل مريم، هو وحده القادر على عبور عتبة بيته حقا.

ُّ"أيها الشباب األعزاء، في يوبيل عام 2025، الذي أعلنه البابا فرنسيس الراحل، نحن مدعوون لنكون حجاج رجاء. إنه ليس رجاء مبهما، بل رجاء مبنيٌّ على أمانة هللا. وأنتم، يا حجاج مديوغوريه الشباب، الوجه الحي لهذا الرجاء. أنتم لستم هنا صدفة: لقد كان وجودكم منتظرا. فكر هللا فيكم، وبحث عنكم، ودعاكم، كما فعل في حياة مريم، تلميذتِه الكاملة،" قال السفير البابوي، وفي الختام شدد للشباب، على أن "الحج إلى مديوغوريه، الرحلة نحو بيت الرب، ال تنتهي بالعودة إلى الديار."

"هنا بالتحديد تبدأ رسالتكم. تبدأ عندما يقول القلب: "ها أنا ذا يا رب"؛ عندما ال تعودوا تسيرون وحدكم، بل مع المسيح إلى جانبكم؛ عندما تقررون في حياتكم اليومية - في المدرسة، في العمل، في العائلة، بين األصدقاء

  • أن تتبعوه وتعيشوا معه ومن أجله، مثل مريم"، هذا ما قاله السفير الرسولي في البوسنة والهرسك، فرنسيس أسيزي تشوليكات، داعيا الشباب في نهاية القداس إلى عدم السماح للنور الذي أضاءه الروح القدس في قلوبهم، أن ينطفئ.

"كونوا حجارة حية للكنيسة، بيوتَ رجاء في عائالتكم، في مدارسكم، في أماكن عملكم، بين األصدقاء، وبين من ينتظرون عالمة حب. مديوغوريه ليست مجرد محطة، بل هي بداية رحلة متجددة. "إذهبوا إذن، كتالميذ ومبشرين، حاملين معكم فرحَ َمن وجدوا في قلب هللا موطنا لهم"، اختتم رئيس األساقفة تشوليكات كلمته.

وتبع القداس اإللهي سجود ليسوع في القربان األقدس.