اليوم الرابع من مهرجان الشبيبة الـ 35 -الأب زڤونيمير باڤيتشيتش : إذا كنت خائفًا، اذهب إلى القدّاس الإلهي. الربّ سيشرح لك كلّ شيء.

date: 12.08.2024.

بلغ مهرجان الشبيبة الخامس والثلاثين لهذا العام يومه الرابع، وبدأت تعلو وجوه المشاركين فيه مسحةً من الحزن لأنّهم يدركون أنّ النهاية باتت قريبة؛ ولكن في الحقيقة مهرجان الشبيبة لا ينتهي بانتهائه، بل يستمرّ في جميع أنحاء العالم، حيث سيواصل الشباب الذين شاركوا في هذا اللقاء، نشر الرسائل التي تلقّوها هنا، رسائل السلام من مديوغوريه، والتي تمّت دعوتهم إليها من قبل جميع الذين كانوا في القبّة البيضاء لكنيسة القدّيس يعقوب في مديوغوريه، ولا سيّما العديد من الكهنة والأساقفة ورؤساء الأساقفة الذين خاطبوهم، وكذلك البابا فرنسيس نفسه، الذي دعاهم إلى نقل كلمته، كلمة الله إلى الآخرين.

"إنّ التلميذ الحقيقي، عندما يصبح حكيمًا وقويًا بالروح، ينقل حُكمًا ملكوت الله إلى الآخرين، لأنّ إعلان كلمة الله ليس واجبًا على الكهنة والمكرّسين فقط، بل أيضًا عليكم، أيُّها الشباب الأعزاء. يجب أن يكون لديكم الشجاعة للحديث عن المسيح في عائلاتكم، وفي محيط التعليم والعمل، وفي أوقات فراغكم، أعلنوه قبل كلّ شيء في حياتكم، مُظهِرين حضور المسيح المرئي في وجودكم، وفي التزامكم اليومي، وبما يتوافق مع الإنجيل"، جاء في رسالة البابا فرنسيس.

 "في كلّ قرارٍ ملموس يريدكم الربّ أن تكونوا رسلاً شجعانًا للبشرى السارّة وبناةً لإنسانيّةٍ جديدة"،  هذا جزءٌ من الرسالة التي وجّهها الأب الأقدس إلى الشباب الذين استمعوا إلى كلمته هذه الأيّام في مديوغوريه. لا الحرارة، ولا المطر، ولا آخر الليل، منعهم من القيام بذلك لساعاتٍ طويلة، ولا في الصباح الباكر، ولا شيء في الواقع... لا شيء.

استُهلّ اليوم الرابع لمهرجان الشبيبة بشهادات أعضاء جماعة "تشيناكولو" أي العلّية، وأخبر العديد من الأشخاص من هذه الجماعة، الشباب في مديوغوريه عن رحلتهم، وكيف وجدوا رحمة الله ومحبّته وغفرانه... وفي النهاية اختاروا "النصيب الأفضل".

إلى جانب الشهادات، غنّى المشاركون في مهرجان الشبيبة الآتون من ثمانين دولة ورقصوا.

وبعد شهادات لأعضاءٍ في جماعة "تشيناكولو" من جميع أنحاء العالم، صلاة المسبحة الورديّة، ومن ثمّ احتفل بالقداس الإلهي كاهن مديوغوريه الأب زڤونيمير باڤيتشيتش بمشاركة 498 كاهنًا".

واستهلّ عظته  متحدّثًا "عمّا ورد في الأناجيل عن الجموع الكثيرة التي كانت تتبع يسوع، والتي أتت لتستمع إليه ولتكون معه بكلّ بساطة".

قال الراهب زڤونيمير باڤيتشيتش: "أيّها الشباب الأعزّاء، نحن أيضًا جمهورٌ هنا. نحن لسنا جمهرةً، لأنّ الجمهرة ليست محدّدة، فهي تعني مجموعة من الناس مجتمعين ولهم اهتمامات مختلفة. أمّا نحن فجمهورٌ مجتمعٌ لأنّ اهتمامنا واحد: نريد الربّ، نريد خبزه، نريد أن نتغذّى  من جسده الأقدس"، مشيرًا إلى أنّه "في كلّ إفخارستيّا، يغذّينا الربّ أيضًا بكلمته".

وقال: "يجدر بالمسيحيّين أن يكونوا أهل إيمان، وليس أولئك الذين يتذمّرون ضدّ الله. واثقين بالله ثقةً عمياء ، حتّى عندما يبدو أنّ كلّ شيءٍ ضدّنا وضدّه، عندما يبدو أنّ قوى هذا العالم أقوى من الربّ. ومن ثمّ علينا أن نثابر في الإيمان، فماذا تعني خيبة أملٍ واحدة في حياتي، أو سقوط واحد، أمام الوفرة التي يقودني إليها الربّ؟ يجب أن نكرّر لأنفسنا دائمًا: لن أبكي، لن أتذمّر، لا شيء صعب عليّ. سأسير مع الله خلال هذه الحياة!"

"إلهنا عظيم. تعجز الكلمات عن وصفه. كلّ ما نحاول قوله عنه قليلٌ، لأنّه يسمو على كلماتنا ومنطقنا. إنّه يحبّنا كثيرًا لدرجة أنّه لا يتركنا حتّى عندما نتذمّر، ولا عندما ننساه، عندما ننسى وعوده، والعهد الذي قطعناه معه. وهو بجانبنا حتّى ذلك الحين. إنّه بجانبنا حتّى عندما نخطئ. وحتّى حينها يمطرنا بنعمه، إلى أن نتخلّص من الخطيئة وندرك أنّه هو الوحيد الذي يمنحنا الحياة، وعندها نطلب منه معجزات فيصنعها أمام أعيننا، يُظهِر لنا رحمته باستمرار"، قال الأب زڤونيمير باڤيتشيتش، مضيفًا أنّه "إذا كانت لدينا مشكلة، فيجب أن نذهب إلى يسوع، ونطلب يسوع...."

"وهذا في الواقع ما يدعونا يسوع نفسه إلى القيام به عندما يقول: "أنا هو خبز الحياة. من يأتي إليّ فلن يجوع. من يؤمن بي فلن يعطش أبدًا".  إذن ما هو المطلوب؟ تعال إلى يسوع"، قال الأب زڤونيمير، ثمّ شرح ما هي الطريقة الأكثر أمانًا للمجيء إلى يسوع؟ وفقًا للكنيسة.

"بالأسرار التي يلتقي بنا فيها. أنظر عدد الموجودين هنا. وجميعنا أتَينا إلى يسوع. وهذه هي الخطوة الأولى. تعال إلَيه. ثمّ ماذا؟ يقول يسوع: "من يؤمن بي فلن يعطش أبدًا". من الضروري أن نثق بيسوع. كيف تثق؟ مثلما يثق الطفل بأمّه أو أبيه عندما يمدّون يدهم وينادونه ليخطو خطوَته الأولى. يرى الطفل أنّ والدَيه بعيدان عنه قليلاً أكثر من المعتاد. لكنّ الطفل في قلبه يشعر أنّهم لا يتركونه، ورغم البعد يشعر بدفء الحبّ الذي يشجّعه على اتّخاذ خطوةٍ وهو يعلم أنّ ذراعَي والدَيه سيرحّبان به. هذا هو الإيمان أيُّها الإخوة والأخوات، أن نرمي أنفسنا بين يدَيّ الله، في حضن الله"، قال كاهن رعيّة مديوغوريه الأب زڤونيمير باڤيتشيتش.

وفي الختام حثّ على أنّه "في ظلّ كثرة التهديدات والمخاوف وخَيبات الأمل، لا ينبغي لنا أن نذعر ونهلك، بل نسعى دائمًا وراء ذلك الخبز السماوي، أن نسعى دائمًا إلى السماويّات، إلى  ذلك القلب الذي يرفع قلوبنا أيضًا ويقودنا إلى السماء".

"إذا كنت خائفًا، إذهب إلى القداس، فهناك ستلتقي بالربّ. سيشرح لك كلّ شيء. سيشجّعك. سيفتح لك آفاقًا جديدة. سوف يغذّيك. سوف يحفظ حياتك ويأخذك إلى السماء"، قال الأب زڤونيمير باڤيتشيتش مختتمًا.

وبعد الذبيحة الإلهيّة، تمّ تقديم عرضٍ مسرحي لجماعة "تشيناكولو".