الشهادات 1982

القرنفل من ليوبليانا في مديوغوريه

احتفل بعيد السيّدة مريم العذراء المباركة للحبل بلا دنس في رعيّة مديوغوريه في جوّ روحيّ فريد واستثنائي. وقد تحضّر جمع المؤمنين لذلك الحفل بصوم صارم خلال تسعة أيّام وصلوات تذكّر طويلة. وكانت الفكرة الرئيسيّة وراء تساعيّة الصلاة التي حضرها كثيرون، تكمن في التقرّب أكثر من عذراء الحبل بلا دنس بقلب نقيّ بقدر الإمكان. لهذا الغرض قام المؤمنون، بتوجيه من الكهنة، بتلاوة صلوات خاصّة إلى الله لإزالة إحدى الخطايا البشرية الأساسيّة مثل التجديف، والزنى، والشتم، والسكر. إضافةً إلى ذلك، قام كلّ واحد بنبذ خطاياه أمام المذبح والإعتراف بإيمانه الشخصيّ علنًا.

في يوم الاحتفال بعيد سيّدة الحبل بلا دنس، امتلأت الكنيسة وباحة الكنيسة في مديوغوريه بجموع المؤمنين من جميع أنحاء العالم تقريبًا. وصل حجّاج مميّزون من ماريا بيستريكا، وزغرب، وليوبليانا. كما جاءت مجموعة من المؤمنين الأرثوذكس من ساباك ومجموعة من الكاثوليك من جزيرة باغ. وقد وجّه راعي الأبرشيّة تحيّة خاصّة إلى جميع الحجّاج الوافدين من أماكن بعيدة ورحّب بهم ترحيبًا حارًا. وقد أحضر الحجّاج من ليوبليانا معهم أغصانًا مزهرة من القرنفل وقدّموها كهديّة إلى السيّدة العذراء في مديوغوريه. وعلى الرغم من الطقس الشتويّ الملبّد بالغيوم، حضر المؤمنون القدّاس في تذكّر وصبر مثاليّين. وقد رتّلت جوقة رعيّة هيوماك بحماسة في القدّاس. وقد حصل عدد كبير من المؤمنين أيضًا على سرّ الاعتراف المقدّس. وقد تثبّت ذلك بواقع أنّ عشرين كاهنًا استمعوا للاعترافات بشكل متواصل من الساعة 4:30 من بعد الظهر لغاية الساعة 9:00 مساءً.

ما من شكّ في أنّ الثمار الروحيّة في مديوغوريه أصبحت أكثر وضوحًا بشكل تدريجي وهذا هو ما يزرع السعادة في قلوب أصحاب الإرادات الحسنة.

ب-ل.
نازا أوغنيستا، الثاني عشر، 1، (79) دوفنو-توميسلافغراد، كانون الثاني/يناير 1982، الصفحة 13.

أتيتُ من جديد إلى مديوغوريه

هاءنذا مجددًا ولمدّة من الوقت في منطقة الهرسك الصخريّة. لقد وصلت من زغرب باكرًا في يوم شتوي عند العصر. كنت متعبةً وجائعةً، ولكنّي نسيتُ كلّ ذلك على الباب عندما رأيتُ ابتسامة أمّي وترحيبها الحارّ "يسوع ومريم إلى الأبد". من ثمّ عانقتني أمّي وقدّمت لي شرابًا منعشًا وبدأت بإخباري بلطف بكلّ ما حصل في المنزل منذ غادرته، عن الحصاد، عن "الميزان"، عن الوضح الصحّي للأولاد في المنزل، ولكن فوق كلّ شيء عن العذراء في مديوغوريه التي لا يمكنها ذكرها بانفعال عميق. وتذكّرتُ أيضًا بانفعال اختباراتي الروحيّة الخاصّة في مديوغوريه في الصيف الماضي. لهذا أردت أن أذهب إلى هناك من جديد في أسرع وقت ممكن. بعد أن حصلت على تعزية روحية بفضل كلمات أمّي واستراح جسدي لتناولي الخبز المطبوخ في المنزل مع صلصة والراستيكا الطازجة، توجّهت مع أخي إلى مديوغوريه. بدأنا مشوارنا حوالي الخامسة مساءً. عندما عبرنا جدول لوكوك واكملنا ما تبقّى من الطريق ورافقتنا رياح شماليّة قويّة، دقّت عندها الأجراس للإشارة إلى بدء قدّاس المساء. كانت الكنيسة قد امتلأت بالفعل حتى المقعد الأخير ولكنّنا تمكنّا بطريقة ما من الدخول بين أقواسها الواسعة. وقبل البدء انضمّينا إلى الناس الذين رتّلوا الترتيلة المريميّة الجديدة "لقد أتينا إليك، يا أمّنا العزيزة" التي قادها الأب ستانكو [فاسيلي] مع الأرغن. وفي القدّاس توحّدت جميع القلوب والأصوات. الشباب مع الأولاد والشيوخ. وقد تشرّبت أرواحنا من كلام الله في الرسالة والإنجيل وموعظة الأب توميسلاف [فلاسيك] بشكل لم نختبره أبدًا سابقًا ولا في أيّ مكان آخر. من ثمّ تدفّقت الصلوات العامّة من المؤمنين مثل تدفّق المياه العذبة من الينبوع، وتبعتها ترتيلة "أصغي إلينا يا أمّنا". لاحقًا، الهديّة المتواضعة ليسوع الذي يأتي إلينا بشكل الخبز والخمر وترنيمة التسبيح القلبيّة "يا جسد يسوع". كان كلّ شيء عاديًّا بشكل كامل في البداية ولكنّنا اختبرناه بطريقة عميقة غير اعتياديّة. بعدئذٍ، تناولنا القربان المقدّس الذي وزّعه علينا ستّة كهنة والذي تناولته وأنا في توازن أكثر من أيّ وقت مضى. ومع تناولي لجسد يسوع المسيح، شعرتُ باندهاش في أعماق روحي: أشكرك يا يسوع لأنّك أتيت إليّ! أشكرك يا مريم لأنّك تقودينا بكلّ تأكيد إلى يسوع! انتهى القدّاس لكنّ استمرّ الاختطاف. وفي هذا الاختطاف بقينا كلّنا في الكنيسة جالسين في هدوء لوقت طويل في صلاة عميقة مستذكرة لم ننس فيها أحدًا. سجدنا على ركبنا لكنّ ركبنا لم ترتجف. مع الأب توميسلاف والأولاد الرؤاة، أتت صلاتنا للورديّة أجمل من تمتمة جدول في الغابة.

فور مغادرتنا الكنيسة، سلّمنا على بعضنا البعض سواء كنّا نعرف بعضنا أم لا كما لو كنّا أخوة وأخوات بالدمّ. من ثم توزّع الجميع متّجهين كلّ إلى منزله وهم يرنّمون ترتيلة مريميّة ويصلّون. الشيوخ مع الشباب مع الأطفال، الكلّ سويّة. اختلفت الطرق: مديوغوريه، ليوبوسكي، ليستيكا، موستار، إيموتسكي، دوفنو، لكنّ الأفكار هي نفسها. والحماسة الفرحة هي نفسها بالنسبة إلى الجميع.

وبعد كلّ شيء، أنا على يقين من شيء واحد: لقد أصبحنا أكثر أمانةً، وصدقًا، ومحبّةً، ومقدرةً على الغفران، وأصبحنا مسيحيّين أفضل وازددنا انسانيةً.

نشكرك يا ربّ على هذا الغنى! نشكرك يا مريم على هذا الينبوع من النعم!
طالبة شابّة.

نازا أوغنيسته، الثاني عشر، 2، (80) دوفنو-توميسلافغراد، شباط/فبراير 1982، الصفحة 7.