توفّيَ ستيـݒي تشاڤار، أوّل موظّفٍ في مركز معلومات سلام مديوغوريه

date: 24.12.2023.

بالأمس، فوجئنا جميعًا بالخبر الحزين الذي أُذيع على الراديو. بعد صراعٍ طويل مع المرض، توفّيَ زميلنا وصديقنا ستيـݒي تشاڤار مساء الإثنين 4 كانون الأوّل عن عمرٍ يناهز 65 عامًا.

ولد ستيـݒي في كريهين جراداك عام 1959. أكمل دراسته الابتدائيّة والثانويّة في تشيتلوك. في عام 1978 تخرّج من قسم الإلكترونيّات في كليّة الهندسة الكهربائيّة في ساراييـڤـو.

في عام 1993، عمل ستيـݒي كأوّل موظّفٍ في مركز المعلومات سلام مديوغوريه. كان يرسل رسائل السيّدة العذراء بالفاكس إلى عناوين في جميع أنحاء العالم كلّ يوم 25 من الشهر، ثم جاءت فيما بعد معجزةٌ تقنيّة تُسمّى Robofax، وهو شيءٌ بين جهاز الفاكس والإنترنت، ثم أتت الإنترنت. استخدم ستيـݒي كلّ هذه الأدوات لنشر رسالة السيّدة العذراء وأخبار من مديوغوريه إلى العالم أجمع بسبع لغات.

بالتفكير في أقرب صديق ومعاون لها، كتبت ماريا دوغاندجيتش ما يلي: "كم كان لديك من المعرفة والشجاعة، وحقيقة أنّك كنت أوّل من أنشأ موقعًا على شبكة الإنترنت في البوسنة والهرسك، وهو الموقع نفسه الذي لا يزال موجودًا اليوم، وهو بالفعل يُظهر الكثير. من المستحيل سرد كلّ ما قمت به هنا. هناك شيءٌ واحد مؤكّد: لقد وضعت أساسًا جيّدًا بحيث يمكن للآخرين بناء طوابق المستقبل من هذا المنزل. لم تكن خائفًا من أيّ شيء، ولم يكن هناك شيءٌ لا يمكن التغلّب عليه أو مستحيل عندما يتعلّق الأمر بتحقيق هدف: وكان هدفك هو إرسال دعوات سيّدتنا الأموميّة إلى العالم أجمع. اليوم أصبح الأمر طبيعيًّا تمامًا وغير متطلّبٍ على الإطلاق، في ذلك الوقت كان بمثابة معجزة! كان عليك أن تتحلّى بهذه الشجاعة والمعرفة الكبيرة، وكان لديك كِلَيهما. مرّاتٍ عديدة كنت أجدك في المكتب "تتحدّث" إلى الكمبيوتر. أقف، أنظر، لا أفهم أيّ شيء، أُعجَب. يجب أن أعترف لك الآن: في كثير من الأحيان لم أتمكّن من فهمك أو متابعتك. لم أكُن أنا وحدي. لهذا أسألك الآن: سامحني! مع ذلك، كنت تغضب للغاية ولكن بلطف في محاولة الشرح لي وللآخرين، كيف ينبغي القيام بكلّ هذا، كنت دائمًا تمضي قدمًا، حتّى تصل رسالة السيّدة العذراء إلى كلّ ركنٍ من أركان هذا البلد.

كلّ ما فعله، كان يفعله بالكثير من الحماس والتفاني والمسؤوليّة وفقًا لضميره. بموقفه الداخلي تجاه العمل، طوّر حتّى النهاية كلّ المواهب التي أعطاه إيّاها الله. في كلّ هذا، كان روحًا طيّبة بشكلٍ استثنائيّ، رجلاً صالحًا. عندما كان من الضروريّ حماية هذا المشروع ورغبة السيّدة العذراء بالعمل والأفعال، لم تكن خائفًا من تعريض نفسك وعائلتك. ولم تخف أحدًا، إلّا الربّ.

لم يكن خائفًا من بدء مشروعٍ جديد في عام 1997، ألا وهو إنشاء محطّة راديو سلام مديوغوريه. ولا حتّى في عام 1999، عندما أنشأ قاعدة بيانات للإنترنت الخاصّة به التي تتيح بثّ برنامجٍ إذاعيّ للعالم والبث المباشر بالـڤـيديو لبرنامج صلاة المساء من كنيسة القدّيس يعقوب عبر الإنترنت.

"لقد كانت الرغبة والإرادة والحماس أمرًا لا يُصدّق... في غرفٍ صغيرة ترشح. عندما كان الناس يأتون من المراكز الكبرى ومحطات الراديو في العالم، لم يصدّقوا أنّ برنامجًا من تلك المنطقة كان يخرج إلى العالم بمثل هذا الحبّ. تمّ إنجاز العمل، تمّ البحث عن حلٍّ، وتمّ بناء الغرف وأنظمة الصوت... كلّ ذلك في حدود الإمكانيّات التي كانت لدينا في ذلك الوقت، لكنّها لم تكن عظيمة،" قال ستيـݒي تشاڤار عن تلك البدايات، أثناء زيارته لإذاعة محطّة سلام مديوغوريه التي أسّسها، وقد قيل ذلك بمناسبة عيد ميلادها العشرين.

قال ستيـݒي دائمًا إنّه كان في خدمة السيّدة العذراء بهدف نشر السلام في جميع أنحاء العالم، داعيًا الجميع إلى الاهتداء، وقد اهتدى الكثيرون بفضل سلك ستيـݒي الذي وصل من خلاله برنامج صلاة المساء إلى كلّ ركنٍ من أركان العالم.

نشر ستيـݒي تشاڤار أيضًا كتاب "الأشهر الأولى من الظهورات في مديوغوريه: يوميّات شخصيّة عن الأحداث الخارجيّة مع تأمّلات اليوم فيها".

بالإضافة إلى مركز معلومات سلام مديوغوريه، منذ عام 1994، عمل ستيـݒي تشاڤار أيضًا في معهد التعليم في جمهوريّة الهرسك-البوسنة الكرواتيّة كمستشارٍ في مجال المعلوماتيّة والهندسة الكهربائيّة وأستاذ للمعلوماتيّة في مدرسة القواعد في تشيتلوك.

لقد أحببتَ السيّدة العذراء عندما كنت طفلاً، وأطعتها واحترمتها كأمّ. لقد فعل كلّ شيءٍ من أجلها! عزيزي ستيݒي، لقد فعلت الكثير في حياتك، لقد غادرتَ ويدَيك ممتلئتين، والآن يمكنك أن تفعل المزيد: اتبعنا على الطريق حيث كنّا أصدقاءً ورفاقًا. لترقد روحَه في سلام!

 

زملائك!