تمّ تركيب تمثال القدّيس يوحنّا بولس الثاني في مديوغوريه

date: 18.03.2024.

تمّ تركيب عملٍ نحتيّ ضخم يجول العالم من المجموعة الخاصّة "صُوَر الإيمان" في مديوغوريه، الرحمة - جسرٌ للسلام، ومؤلّف هذا العمل هو الفنان غيدو رينالدي من إيطاليا. يُظهر العمل الفنّي شخصيّتَين كبيرتَين، في المقدّمة القدّيس يوحنّا بولس الثاني، وهو يتّخذ الخطوات الأخيرة في حياته الأرضيّة، وفي الخلفيّة يوجد رسمٌ ليسوع مصلوبًا على الصليب في حركة احتضانٍ ديناميكيّة. يبلغ ارتفاع هذا العمل الفنّي حوالي 4 أمتار، وهو مصنوعٌ من الفولاذ، وقد تمّ تركيبه في مديوغوريه بالقرب من قاعة القدّيس يوحنّا بولس الثاني (القاعة الصفراء) حيث سيبقى لمدّة عام. من المخطّط أنّه بعد ذلك سيتمّ عرض العمل الفنّي في بولندا، أستراليا، الولايات المتّحدة الأمريكيّة، المكسيك... أقيم حفل إزاحة الستار عن التمثال يوم الأحد 3 آذار بعد القدّاس الرئيسيّ، وحضر إزاحة الستار عن التمثال ومباركته المونسنيور ألدو كاڤالي، الزائر الرسولي ذو الدور الخاص لرعيّة مديوغوريه، وكاهن رعيّة مديوغوريه الأب زڤونيمير پاڤيتشيتش، ومؤلّف هذا العمل، الفنّان غيدو رينالدي، وأبناء الرعيّة والحجّاج.

كما يقول المؤلّف نفسه في وصف هذا العمل، الخلاص يأتي من خلال الصليب والمسيح المصلوب. التذكير بهذا موجودٌ في كلّ مكان، على جدران الكنائس والمدارس، وعلى قمم أبراج الأجراس والألواح الأماميّة وفوق القبور، كلّ هذه الملايين من الصلبان تذكّرنا بموت يسوع على الصليب. الصليب هو علامةٌ على ألم الإنسان. لا أعرف أيّ علامةٍ أخرى تعطي مثل هذا الإحساس القوي بمصيرنا البشري. الصليب هو جزءٌ من تاريخ العالم. كانت شخصيّة البابا يوحنّا بولس الثاني دائمًا مصدر إلهامٍ للفنّانين في تقديم تفسير فنّي غريب، "حقيقيّ" إلى حدٍّ ما، إنسانيّة البابا ڤويتيلا، واستثنائيّته، وشخصيّته الكاريزمَتِيَّة، ومواهبه المتعدّدة، لقد كان بالفعل "بطرس عصرنا". لقد كان مثالاً للحقيقة والإيمان والرجاء والمحبّة، مثالاً ليس فقط للمؤمنين، بل أكثر من ذلك لأولئك المتردّدين، دعمًا معنويًّا للعالم الحديث وانعكاسًا لمحبّة الله. تتمّ مقارنة كلا الشخصيّتين من حيث دقّة وخصوصيّة اللغة البصريّة. إنّهما لا تحتاجان إلى مقدّمة أو ترجمة، فهما تنتميان إلى اللغة العالميّة، وهما موضوعتان بدقّةٍ في منظور العالميّة، في إمكانيّة التعبير، والإقتراح، وآفاق الحساسيّة، والتأمّل، والتجرّد. ولهذا السبب، أقام "الفن المقدّس" دائمًا حوارًا مميّزًا وفي الوقت المناسب مع القداسة، ومع التديّن، جنبًا إلى جنب مع الروحانيّة والسموّ، عندما تتمّ إعادة تأكيد القيم ووضع أسسٍ جديدة للمعرفة الجديدة وقبول ما لا يمكننا معرفته. يتمّ قياس تعبير الفنّان وانطباع المراقب في رسالة العمل النحتيّ. يدعونا العمل النحتيّ إلى عدم النظر إليه كموضوع للاستهلاك، بل كهديّةٍ تستمتع بها النظرة التأمليّة. كلّ فنّان، في صمت قلبٍ مختلف، يرحّب بسرّ الحياة البشريّة ويعبّر عنه بأداة لغته. شخصيّتان مهمّتان بشكلٍ خاص تمثّلان التاريخ والماضي والذاكرة الجماعيّة والإيمان.