تحيّة الميلاد من الزائر الرسولي صاحب الدور الخاص في رعيّة مديوغوريه، رئيس الأساقفة ألدو كاڤالي

date: 08.01.2024.

الحمد لله، أنّنا نحتفل بحدث الميلاد مجدّدًا هذا العام. الميلاد، الذي يجعلنا نعيش ونختبر ونتأمّل في الله الذي جعل نفسه واحدًا منّا. الكلمة صار جسدًا، أي: صار الله واحدًا منّا. لقد سأل الكثير من المسيحيّين أنفسهم على مرّ القرون: لماذا أصبح الله واحدًا منّا، لماذا أصبح الله إنسانًا حقيقيًّا، لماذا أصبح الله إنسانًا حقيقيًّا في يسوع الناصري، لماذا؟ يجب أن نبحث عن إجابةٍ لهذا السؤال العميق فيما يقوله لنا الله نفسه. يُخبرنا عن سبَبين عميقين للإجابة على هذا السؤال. لماذا جعل الله نفسه واحدًا منّا؟ لذلك يقول لنا الله: بسبب الحبّ والمحبّة النقيّة. يقول سفر الرؤيا، إنّ الله قد أحبّنا كثيرًا، رجالًا ونساءً في هذا العالم، لدرجة أنّه أراد أن يأتي بيننا، يُصبح واحدًا منّا ويعلن من هو – الله – إنّه محبّة. توجّهنا الرؤيا إلى إجابة عميقة أخرى، فيقول: انظروا كيف أنّ لديكم الكثير من الأشياء الصالحة والكثير من القيود في هذا العالم، أنتم تفعلون الكثير من الأشياء الصالحة والكثير من الخطايا. هل تعلمون ما أنا على وشك القيام به؟ سأرسل ابني ليأخذ على عاتقه كلّ خطاياكم، كلّها، كلّ خطايا العالم، كلّها على الإطلاق. سأسمح له أن يذهب إلى الصليب ويعطي كلّ شيءٍ على الصليب من منطلق محبّته لكم. من خلال بذل نفسه بكلّيّتها حتى نهاية حياته الأرضيّة. وعندما مات، أمات فيه كلّ خطاياكم. لقد برّركم. لقد جعل الله نفسه واحدًا منّا لكي يبرّرنا، ليجعلنا مبرّرين أمامه، مبرّرين في ابنه. هذا سؤالٌ عميق جدًّا طرحه الكثير من المسيحيّين. لماذا صار الكلمة جسدًا؟ هذا يعني: لماذا أصبح الله واحدًا منّا؟ لقد جعل نفسه واحدًا منّا لأنّه يحبّنا، يحبّنا، يحبّنا حبًّا أبديًّا. لقد أصبح واحدًا منّا ليأخذ خطاياي وخطاياك وخطايا العالم ويمحوها حتّى نتمكّن من العيش مرّة أخرى مبرّرين وصالحين أمامه.

ميلادٌ مجيد للجميع، ميلادٌ مجيد لجميع الأشخاص الذين يستمعون إليّ. ليستمرّ الله، الذي هو الحبّ، في محبّتنا بعمقٍ وتبريرنا.

ميلادٌ مجيد!

المونسنيور ألدو كاڤالي