رسالة الميلاد للرئيس الإقليمي لإقليم الهرسك للرهبنة الفرنسيسكانية الأب ميلينكو شتيكو

date: 29.12.2021.

الأب ميلينكو شتيكو، الرئيس الإقليمي لإقليم الهرسك للرهبنة الفرنسيسكانية ورئيس اتحاد الأخوة الأصاغر في أوروبا، هنأ بعيد الميلاد وأرسل رسالته التي ننقلها بأكملها:

يكمن سر الميلاد في تلك الأوصاف الإنجيليّة لميلاد يسوع. يكتب متى عن نسب يسوع، ويتحدّث مرقس أكثر عن يوحنا وظهوره، وعندها فقط يتحدّث عن يسوع. ومع ذلك، فإن جملة صغيرة من لوقا تلقي الضوء على القرون: "وبينما هما فيها حان وقت ولادتها، فولدت ابنها البكر، فقمّطته وأضجعته في مذود لأنّه لم يكن لهما موضع في الـمضافة." (لو 2: 6- 7) أعلن يوحنا في مقدّمته الرائعة للجميع على الفور أن كلمة الله قد تجسّد، وأنه صار إنسانًا. نزل إلى أراضينا. لقد كان مساوياً لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة - أنه هو النور وأنه يريد أن يحرّرنا من ظلماتنا. (را. يو 1:1- 5)

حدث الميلاد، كهديّة أبدية في الزمن، أدّى إلى "الامتلاء" الذي كانت تتوق إليه القرون. الميلاد قادم ويطرق على الباب. إنّه يطرق على قلوبنا وأرواحنا ويطرق على باب حياتنا.

هل عيد الميلاد أكثر هدوءًا إلى حد ما هذا العام أم أنه يبدو لنا كذلك فقط؟! هل كل شئ متعب في جميع همومنا وشكوكنا وألغازنا المعقّدة؟! هل عيد الميلاد كما كان في سابق عهده؟!

وإذا، على الأرجح، سيجده الكثيرون كئيبًا ومتعبًا، لمجرّد أنّهم يشعرون بهذه الطريقة، فهذا ليس جيّدًا. لأن شخصًا ما قبلنا، في أوقات صعبة للغاية وأسوأ، كافح ليحب عيد الميلاد كطفل كان يمشي فقط، وكان يتكلّم فقط، ولا يزال لا يفهم شيئًا. ليغمرني عيد الميلاد كطفلٍ.

اليوم، يجب أن تُمنح أجواء عيد الميلاد للأجيال الشابة الجديدة. اجعلهم يشعرون بالجمال، ليكونوا سعداء لأن عيد الميلاد قادم. دعونا لا نسمح لعيد الميلاد أن يحزننا، ويجعلنا مُتعبين، وغير حسّاسين، ولا فرح فينا. لأنه إذا لم نناضل من أجل أجيال جديدة، فمتى سنفعل ذلك؟ ماذا بقي لدينا بعد ذلك؟

وللسير في ضوء ذلك الميلاد، على الرغم من كل شيء وكل شخص، دعونا نجتهد لجعل عيد الميلاد يسيطر على قلوبنا. أن تكون هذه الولادة، ذلك التجسد في قلوبنا. دعونا نتألّق في الميلاد. بينما نضيء شموع الميلاد في بيئاتنا العائليّة، في أديرتنا، في بيوت الرعايا، نقترب بروح المولود الجديد، لعلّه يرفعنا. ليكن الميلاد مرة أخرى اهتزازًا من البهجة التي لا يمكننا أن ننساها من الطفولة وكل ما تمكنّا من المحافظة عليه منذ الطفولة. كرات زجاجية ملونة تعكس عيون أمّهاتنا المتعبة ولكنّها حريصة جدًا على تدفئة قلوبنا بالفرح. منزل أصبح فجأة موطنًا، بكلماته كلّها، عبقًا ودافئًا، بالقمح الأخضر، برائحة الثلج والبرد الذي يجلبه طوب خشب عيد الميلاد. دعونا نشعر أيضًا بيدَي أبينا الخشنة وهو يضع شجرة الصنوبر ويبدأ بالصلاة: "أنا أؤمن بالله الآب القادر على كل شيء"، يتردد صداها في ذاكرتنا حيث يتم رش المنزل بالماء المبارك، بينما نحن جميعًا معًا.

عيد ميلاد مجيد وميلاد يسوع المقدس! ليكن مباركاً العام الجديد 2022!

 

الأب ميلينكو شتيكو، الرئيس الإقليمي