دُفن رئيس الأساقفة هنريك هوزر في كاتدرائيّة وارسو - براغا

date: 25.08.2021.

أقيمت خدمة القداس الإلهي ومراسم تشييع المونسنيور هنريك هوزر اليوم 20 آب 2021 في وارسو - كاتدرائيّة براغا. وقد احتفل بالقداس الجنائزي الكاردينال كازيميرز نييز، رئيس أساقفة وارسو، وألقى العظة رئيس الأساقفة تادويز وُويدا، مطران غدانيسك.

"في قراءات اليوم، يذكّرنا القديس بولس: "ونحن نعلم أنه إذا هدم بيتنا الأرضي، وما هو إلا خيمة، فلنا في السموات مسكن من صنع الله، بيت أبدي لم تصنعه الأيدي" (2 كور 5، 1) هذه الكلمات تدخلنا في مراسم جنازة اليوم لرئيس الأساقفة الراحل هنريك هوزر، الكاهن البالوتي، المبشّر، رئيس أساقفة وارسو الفخري - أبرشيّة براغا، الزائر الرسولي لمديوغوريه"، قال المطران وويدا في بداية عظته، مستذكرًا لقاءاته الأخيرة مع المطران هوزر.

"في نهاية شهر تموز، قمت بزيارته في أولتارزيف. كان من الممكن رؤية المعاناة والألم على وجهه، لكنّه ظل هادئًا تمامًا وهادئًا. كما هو الحال دائمًا، كان يرغب في مناقشة مواضيع مختلفة وطرح أسئلة مختلفة وإبداء التعليقات والأحكام وتقديم اقتراحات ثمينة. كشفت المحادثات معه عن خبرة واسعة في الحياة اكتسبها في بلدان مختلفة وفي الكثير من القارات. كان رائعًا في مراقبة الواقع من حوله، وقادرًا على تحليله والحكم عليه بدقّة والتحدّث عنه باستخدام الحقائق. كان رجلاً يقرأ جيّداً. استخدم الأدب التاريخي والحديث على نطاق واسع في مجالات الاهتمام الشخصي، ولكن أيضًا في مواضيع التحديات والمشاكل الاجتماعية والأخلاقية واللاهوتية والرعوية الحالية.

لقد أعرب عن إرادة كبيرة للعمل، لكنّه كان على دراية جيّدة بمسائله الصحيّة. حتى أنّه أضاف أن النهاية يجب أن تكون قريبة، لكنّه كان مستعدًّا لكل شيء إذا كانت هذه هي إرادة الله. حاولت تشجيعه بالقول إنّه كان متوقّعًا في مديوغوريه، وينتظرنا الكثير من العمل هناك وأن الجميع يصلّي من أجل شفائه. لقد كرّرت له هذا أيضًا في بداية شهر آب من مديوغوريه"، هذا ما قاله المطران وويدا في عظته عندما تحدّث عن حياة رئيس الأساقفة هوزر الخصبة قائلاً في النهاية إنّ "العبد الأمين لا يرتاح أبدًا، بل يبقى في حالة يقظة إلى حين عودة الرب". وأكّد أن كلمات يسوع هذه أثبتت مرّة أخرى أنّها حقيقة في حياة رئيس الأساقفة هوزر.

"لقد اعترف بنفسه ذات مرة: "لم أختر أبدًا ولم أسأل أبدًا، لقد قبلت دائمًا ما طلبه منّي رؤسائي". هذه المرّة، في عام 2017، بصفته أسقفًا فخريًّا، بناءً على طلب البابا فرنسيس، ذهب إلى مديوغوريه للاهتمام بالحجاج الذين كانوا يأتون إلى هناك. كانت خدمته في مديوغوريه لا تقدّر بثمن.

طلب منه الرب أن يأتي من هذه الأرض في 13 آب 2021، ليأخذ مكانًا في مجد السماء. جاء ابن الإنسان وأخذه. يبقى الحزن، ولكن أيضًا رجاءً مسيحيًّا عميقًا أن الذي عمل به مثل هذا الخير سوف يكافئه الآن بفرح أبدي ويقبله بفرح أبدي. عزيزي هنريك الأخ في الكهنوت والأسقفيّة، الصديق والمرسل، نشكرك من أعماق قلوبنا على عطيّة حياتك وخدمتك وكل الخير، ونسأل إله الخير أن يستقبلك في مجده. آمين!" كانت هذه الكلمات الختاميّة للمطران تاديوس وويدا في عظته في قداس جنازة رئيس الأساقفة هنريك هوزر.

كما أرسل البابا فرنسيس الرسالة معربًا عن التعازي والأمل المسيحي، شاكراً المطران هوزر على كل ما فعله للكنيسة.

خلال مراسم الجنازة، تم تقديم التعازي من قبل الكثيرين بمن فيهم رئيس مجلس الأساقفة البولندي، رئيس الأساقفة ستانيسلاف جاديكي، ألقى المونسنيور تومو ﭬوكسيتش كلمة وداع باسم المؤتمر الأسقفي للبوسنة والهرسك.

رئيس الأساقفة هوزر هو أول راعٍ لهذه الأبرشيّة وسيوضع جسده في سرداب كاتدرائيّة وارسو - براغا، كما روى المونسنيور روموالد كامينسكي. إلى جانبه كان هناك عدد كبير من الأساقفة والمطارنة والكهنة والراهبات وممثلي الحكومة المحليّة والمدنيّة البولنديّة.

ما خلا المونسنيور ﭬوكسيتش من البوسنة والهرسك، حضر الجنازة أيضًا الرئيس الإقليمي لإقليم الهرسك للرهبانيّة الفرنسيسكانيّة الأب ميلينكو شتيكو، السكرتير الشخصي لرئيس الأساقفة الراحل الأب ﭘيريكا أوستوييتش، وكهنة من مديوغوريه الأب زﭬونيمير ﭘاﭭيتشيتش والأب ريناتو جاليتش.

تلت القداس الإلهي مراسم جنازة ووضع جثمان رئيس الأساقفة هنريك هوزر في سرداب وارسو - كاتدرائيّة براغا.

أقيم يوم الخميس 19 آب 2021 الساعة 12 ظهرًا أيضًا قدّاسًا جنائزيًّا في الكنيسة الإكليريكيّة في أولتارزيف، والساعة 6 مساءً أقيم القداس الإلهي في كاتدرائيّة القديس ميخائيل رئيس الملائكة والقديس فلوريان الشهيد.